أخبار الإنترنت
recent

العلامة الأديب القاضي الشيخ علي مهدي شمس الدين (رض)

     هو الشيخ علي بن مهدي بن علي بن حسين شمس الدين يعود نسبه للشهيد الأول الإمام محمد بن مكي المطلبي العاملي الجزيني المقتول ظلماً في دمشق عام 786 هـ .

       والده المقدس الشيخ مهدي شمس الدِّين مؤسس حوزة مجدل سلم .

      ولد الشيخ علي مهدي شمس الدين عام (1302هـ – 1884م) في مجدل سلم التابعة لقضاء مرجعيون  من أبوين جليلين، والده الشيخ مهدي، ووالدته السيدة سعدية تاج الدين، نشأ وترعرع في كنف والده، وعليه تلقى علومه الأولية، وبعد أن توقفت مدرسة البلدة، تلك التي أسسها والده، عن العطاء انتقل إلى مدرسة شقراء، حيث تابع علومه على السيد علي محمود الأمين (1328هـ – 1910م)، في سنة 1922م عين قاضياً شرعياً في محكمة مرجعيون الجعفرية، ثم انتقل بعد مدة وجيزة إلى مدينة صور ليعود بعد عام واحد إلى مرجعيون، التي استمر مقيماً فيها مع عائلته حتى أواخر عام 1932م حين استقال من سلك القضاء الشرعي، وترك مرجعيون إلى مسقط رأسه مجدل سلم.

          كان حاضر الذِّهن ، نافذ البصيرة، يرى إلى الواقع ويصوره في شعره، ويكشفه ، ويدعو إلى تغييره وقد جعل هذا بعض الزُّعماء المحليِّين يقاضونه ، لأنه كان دائم الإنتقاد لهم وتحريض الشَّعب عليهم. 

لقاؤه مع الشعراء :

    كان الشيخ علي وثيق الصلة بالأدباء ، غنياً بأصدقائه الشعراء ، وكان له معهم جولات في الشعر ، زار مصر بدعوة من أمير الشعراء أحمد شوقي ، هذا عدا لقاءاته العديدة بالشعراء اللبنانيين على أرض الوطن كالشاعر رشيد نخلة والشيخ أمين شرارة ومي زيادة. 

     إلتقى الشيخ علي مهدي شمس الدين ، أمير الشعراء أحمد شوقي في القاهرة (عام 1324هـ) بطلب من شوقي، وحضر أكثر الشعراء العرب ، وذلك للتداول بالشعر الارتجالي، ويروى السيد علي إبراهيم ما جرى له مع شوقي فيقول: سأله الشاعر أحمد شوقي أن ينظم بمناسبة حرب طرابلس مع الطليان وعين له وقتاً. فقال له كلمته التي طالما رددها على مسامعنا (تأخذها بجيبتك) ثم انتحى ناحية ونظمها في دقائق وقدمها إليه ولكن أمير الشعراء لم يصدق ما رأت عيناه، فظن أن الشيخ يحفظ القصيدة، فحدد له أن يصف له حديقة المنزل، فوصفها، فحدد له مكاناً "محدداً" في الجنينة فنقله إليه شعراً في الحال، فضمه إليه وصافحه ، وآنذاك قال الشيخ علي شمس الدين كلمته المشهورة: "لو كنت مكان شوقي لفاض الشِّعر من تحتي ومن فوقي".

       يصفه عارفوه بـ"فقيه ورع، محدِّث بارع، أديب مبدع، وطني مجاهد، شاعر ارتجال يتناول الشعر من جيبه، فكاهي ساخر، محرِّض ثائر، كثير التِّرحال ، كان زاهداً في الدُّنيا، يكتفي بالقليل، وغالباً ما كان الناس يرونه يرتدي عمامة بيضاء وجلباباً عادياً ، يتحدث إليهم ويلاطفهم ، ويسهم في حل مشاكلهم رحمة الله عليه .

         توفي الشيخ علي مهدي شمس الدين سنة 1954م .

-----------------------------------

- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده) 

تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .

شبكة آل شمس الدين الثقافية

2024م - 1445 هـ










شبكة آل شمس الدين الثقافية

شبكة آل شمس الدين الثقافية

الأكثر زيارة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.