الصفحة السادسة عشر من مخطوطة مختصر نسيم السحر للشيخ محمد بن علي الوحيد البتديني التي إختصرها عن الأصل الشيخ شرف الدين محمد مكّي بن محمد العاملي (من أحفاد الشريف الشهيد الأول) كان حيّاً سنة (1173 للهجرة) وقد ذكر فيها موضع مدرسة الشهيد الأول قدس سره وذكر أنها برأس النبع ببلده جزين .
الصفحة السادسة عشر من المخطوطة : " وقال الشيخ حسن بن سليمان الحلّي في آخر رسالة قد ألفها : فإِنٌ جميع ما ذكرته في رسالتي هذه عن شيخي وأستاذي ومعتمدي شمس العلوم والمعارف الذي أشرقت بالفضل أقمارُه وشموسه وزخر بالعلم عبابه وقاموسه فدوّخ صيته الأقطار وطار ذكرهٌ في مناكب الأرض واستطار وتهادت أخباره الركبان وظهر فضله في كل صُقْعٍ وبان قد علم من العلوم ما قام بها أحد مُضطلع ولا ظهر على مكنونها مُطَّلع استنزل عصم البلاغة من صياصيها واستقل بركاب [؟] البراعة فشفع بنواصيها إن نثر فما اللؤلؤ المنثور انفصم فطامه [؟] أو نظم فما الدر المشهور اتّسق نظامه لم يزل مدرّساً في « مدرسته برأس النبع ببلده جزّين » ولم يزل مجتلياً به وجوه [كلمات مشوّشة] مجتنياً من رياضه أزهار المحاسن والإحسان إلى أن نكد عليه المرتدين [المرتدون] والوشاة من أبناء الزمان بعد أن أصلح العباد وأحيا الدين في البلاد حتّى انصرمت في العيش مدته وتمت في الحياة عدتّه وهو شهيد والله على كل شيءٍ شهيد وله أشعار لطيفة وقصائد شريفة كلها مشحونة بالحكم وقد رأيت مجموعة كتبت عن خطّه الشريف قرب أربعة آلاف بيت كلها مما تفرّد بها " .
وفي الصفحة الرابعة عشر من مخطوطـة مختصر نسيم السحر ذكر أن مدرسة الشهيد الأول قدس سره برأس النبع / جزين .
« وذكر لي الصالح الزاهد العابد الشيخ حسين بن محمّد الوحيدي البتديني قال : بينما الشيخ الشريف شمس الدين يكتب ويؤلّف كتاب الدروس وهو في مدرسته برأس النبع إذ قد دخل عليه رجلٌ ذو هيبة ووقار تكاد أن تذهـل لحسن منظره وهيبتـه القلـوب والأبصار فأحسن الصحبة معه كثيرا وعظمه تعظيـــــــــماً جليـلاً وجرى بينهما مــــــــــــن المسائــــــــل الفقهـــــــــــــــية والأحاديث المروية كثير وممّا سُمع من الرجل ذي الهيبــــــــــة والوقار ... » .
----------------------------------------------------------
- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)
تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .
شبكة آل شمس الدين الثقافية
2024م - 1445 هـ
