أخبار الإنترنت
recent

ورود الشهيد الأول (قده) ووالي الشام المملوكي بيدمر إلى وادي الزرارية لمحاربة المرتد اليالوشي/ معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)

      الصفحة التاسعة من مخطوطة مختصر نسيم السحر للشيخ محمد بن علي الوحيد البتديني التي إختصرها عن الأصل الشيخ شرف الدين محمد مكّي بن محمد العاملي (من أحفاد الشريف الشهيد الأول) كان حيّاً سنة (1173 للهجرة) وقد ذكر فيها ورود الشهيد الأول وجميع أهل قرى جزين ومشغرة والريحان والنواحي الجبلية إلى وادي الزرارية حيث كان اللقاء مع جيش بيدمر القادم من القدس  لقتال محمد بن تقي الدين الجبائي البابلي " اليالوشي المرتد" .

        فحينئذٍ كتب الشيخ الشريف محمد بن مكّي إلى الملك بيدمر بعد التحية وشرح القضية : " (( أنّ رجلاً من السواحل )) قد ارتدَّ عن مذهب الإسلام وأنّه قد ادّعى النبوة بعد نبينا محمّد سيّد الأنام وفي الصحيح: « أنّه من ادّعى النبوة بعد سيد المرسلين يُقتل باتفاق المسلمين » ولقوله عليه السلام « لا نبي بعدي» ولقوله تعالى : « ولكنْ رسول الله و خاتم النْبيين » ، وأنّه قد أضلّ كثيراً من المسلمين فيجب على الرؤساء في الملة الحنفية المحمّدية المساعدة والمبادرة على قمع من خالف الشريعة المطهّرة بارتداد وإقامة الحدّ عليه إن ظهر (خ ل: على من يظهر منه) منه فساد أو عناد وأنّ الله سبحانه قد منّ عليك بالرياسة الدنيوية وأ نّه (جلّ شأنه) قد منّ وأنعم على هذا العبد بمعرفة الأحكام الشرعيّة التي جاء بها نبيّنا محمّد سيّد المرسلين ( صلوات الله عليه وعلى أصحابه أجمعين )  فيجب علينا العمل بمقتضى أوامره ونواهيه وأ نه يجب عليكم مساعدة الشريعة الغرّاء ولزوم المحجّة البيضاء لدفع هذا الضالٌ فالمسؤول والمأمول من الخليفة القاهر الباهر والملك الناصر القادر الرافع لأعلام الرايات الدينية والقامع لمعاند الشريعة النبوية (خلد الله ملكه وجعل الدنيا بأسرها ملكه ) أن يقابلنا بجهوده المشكورة وأن يساعدنا (خ ل : يؤيّدنا وينصرنا) بجهوده المشكورة وعساكره المنصورة لردع هذا الضال المضل عن الشرع الشريف والمرتد عن الدين المحمّدي الحنيف» فركب بيدمر بجنوده وعساكره سريعاً وأرسل إلى الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي وأخبره بسيره بجنوده وعساكره فتلقاه الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي وجميع أهل جزين  وجميع أهل قرى جزين والريحان ومشغرة وكلَ النواحي الجبلية إلى وادي الزريرية وقال: « ها هنا النزول لفصل هذه القضية »  ..

     وتشير مخطوطة مختصر نسيم السحر  في نفس الصفحة عن رسالةٍ الشهيد الأول قدس سره لليالوشي  قبل اللقاء معه : الجنود والعسكر قد كانت أرادت السير إليك والنزول بخيلها ورجلها عليك لسفك دماء ما قد جمعته من الرجال لديك وهدم الحصون التي قد شيّدتها وبنيتها جزاءً لما قد فعلته من سفك دماء المسلمين ومخالفة شريعة سيد المرسلين ولكن رديناها وعنك قد صديناها إلى بعد الاجتماع معك منفرداً فإني بنفسي أريد الوصول إليك ومعي رجل لا غير وأنت والقوم الذين لديك لا تخافوا من أن يقع مني بكم ضير » ..

    فيظهر من الرسالة أن اليالوشي قد أسس حركة عقائدية منحرفة ومنظمة وهو على رأسها تحوي الحصون والخيل والرجال وعلى امتداد بقعة جغرافية ساحلية لأن اليالوشي كان من أهل السواحل كما ذكر الشهيد في رسالته لوالي الشام المملوكي بيدمر.

-----------------------------------

- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده) 

تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .

شبكة آل شمس الدين الثقافية

2024م - 1445 هـ




شبكة آل شمس الدين الثقافية

شبكة آل شمس الدين الثقافية

الأكثر زيارة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.