مشجرة ذرية الفقيه المقدس الشيخ تقي بن محمد شمس الدين العاملي الحلبي رضوان الله عليه من أحفاد الشهيد الأول محمد بن مكّي قدس الله نفسه الزكية الذين سكنوا في حلب والفوعة وكفريا ونبل والزهراء ..
في منتصف القرن التاسع عشر هاجر بعض أهالي القرى العاملية إلى حلب والفوعة هرباً من الإضطهاد العثماني والحروب المحلية في جزين وقرى جبل عامل ومنهم أحفاد الشهيد الأول محمد بن جمال الدين المكي الجزيني العاملي وهم الآن من آل شمس الدين وتقي والشيخ كما يوجد الكثير من العائلات في الفوعة من جبل عامل .
-----------------------------------------------------------------
آل الشهيد الأول قدس سره أُسرةٍ عربية وعائلة دينية ومدرسة علميّة كبرى لا تزال منذ تأسيسها في القرن السابع الهجري حتى عهدنا الحاضر يتوارث حفظها الأبناء بعد الآباء جيلاً بعد جيل .
صاحب هذه المدرسة ومؤسس هذه العائلة هو الإمام الأكبر محمد بن مكي العاملي الجزيني الشهير بالشهيد الأول الذي كتب عنه كثيرٌ من المؤرخين والمؤلفين وقرأ عنه أكثر الشرقيين والمستشرقين صفحاتٍ ذهبيةٍ عن حياته ومؤلفاته التي لا تزال تُدرّس في الجامعات الإسلاميّـــة ومعاهـــد آل البيت عليهم السلام ونظرياته وآراؤه في الفقه والتشريع لم تزل موضع البحث يُهتم لها ويؤخذ بها ، حتى أن المحقق الميرزا النائيني المجتهد الأكبر في جامعة النجف في عصره بلغ من احترامه للشهيد وتقديسه لإسمه إذا جاء على ذكره في أثناء بحثه يقفُ إجلالاً له ، ولا غرو فالإمام محمد بن مكّي أفقه فقهاء الإسلام من الإماميّة ، وأول مَن جمع بين أقوال الفقهاء في مؤلفاته ، وأول شهيدٍ من فقهاء الشيعة الكبار ، وهو أول مَن أسس معهداً علمياً في عاملة ، وأول عاملي هاجر إلى العراق لطلب العلم الديني وآثار الشهيد ومآثره كثيرة وهي مشهورة وحسبنا هذا .
ولهذا الإمام ذريّةٌ مباركة وعائلة كبيرة وهي بحق مدرسة علميّة كبرى أخرجت كثيراً من العلماء والمجتهدين والشعراء والأدباء ومما أحصي ما يزيد على ثمانين ترجمة لعالمٍ فقيه ، وما يقربُ من نصف هذا المبلغ من الشعراء والأدباء ، وتبدأُ هذه العائلة بأولاد الشهيد وهم:
الشيخ علي ضياء الديـــــــــن ( أبو القاســـم )
الشيخ محمد رضي الديـن ( أبو طالــــب )
الشيخ حسن جمال الديـن ( أبو منصــور )
وهؤلاء يروون عن أبيهم الشهيد والسيّد ابن مُعيّة ، كما أنّ جُلّ روايات العلماء من بعدهـــــم تتصـــلُ بهم رضوان الله تعالى عليهم .
فسلام الله على الشهيد الأول الذي دعا ربّه أن يُبارك في ذريته ويرزقه سلامتها وقد استجاب اللهُ دعاءه وقرّت عينه في حياته وبعد مماته والحمـــد لله رب العالمـــين .
-----------------------------------
- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)
تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .
شبكة آل شمس الدين الثقافية
2024م - 1445 هـ
