أخبار الإنترنت
recent

تحقيق : الشهيد الأول مطلبي وليس هاشمي .. / معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)

 تحقيق في مخطوطة النسب المكتوب للفقيه الشيخ محمد مكي شرف الدين حفيد الشهيد الأول في القرن الثاني عشر الهجري وفيها وصية لولده الفقيه محمد بهاء الدين المدفون في بنارس - الهند ، على غلاف نسخة "من لا يحضره الإمام" للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (رضوان الله عليه) محفوظة في مكتبة جامعة برينستون في الولايات المتّحدة الأمريكية .

---------------------------

نسب الإمام الشهيد مـحمد بـن مكي قدس الله نفسه الزكية :

« الشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكّي بن أحمد بن شمس الدين محمّد بن حامد بـــــن طه بن محمد بن فخر الدين وفي بعض المصادر ( بن طـــــــه بن علــــــي ) ( المطلــــبي أباً ) ( الهاشميُ الحَسَنيُ أماً ) الحارثي الهمداني الخزرجي الشامي العاملي الحانيني الجزيني (1) » .

المطّلبي: المطّلب أخو هاشم بن عبد مناف جدّ الرسول (صلّى الله عليه و آله).

الحارثي : نسبةً لبني الحارث (2).

الهمداني : نسبةً لهمدان قبيلة سبئية قديمة (3).

الخزرجي : نسبة إلى قبيلة الخزرج اليمنية التي هاجرت بعد خراب سد مأرب مع قبيلة الأوس إلى مدينة يثرب وكان سيدها سعد ابن عبادة ، ولكن السيدة فاطمة أم الحسن بنت الشهيد الأول نسبت أباها لسعد بن معاذ سيد الأوس (4).

العاملي : نسبةً لجبل عامل .

الحانيني: اسم بلدة من جبل عامل و بلاد الشام .

الجزّيني : نسبة لجزين (5) من قرى جبل عامل .

        وفي حاشية مخطوطة مختصر نسيم السَحَر للبتديني التي إختصرها حفيد الشهيد الشيخ شرف الدين محمد مكي في الصفحة الأولى ذكر نسب الشهيد لأمه ، نص الحاشية : « الشيخ شمس الدين محمد بن مكي فهو شريف من طرف أمه فهي من بيت معية بنت السيد محمد الحسني بن معية » .

     والمطلبي نسبة إلى المطلب أخي هاشم لأنه من ذريته والى المطلب ينسب عبد المطلب بن هاشم واسمه شيبة الحمد وكان لما توفي أبوه هاشم عند أخواله بالمدينة فابت امه ان تسلمه إلى عمه المطلب فواعده مكانا واخذه خفية واركبه خلفه فكان إذا سئل من هذا معك قال عبدي فسمي عبد المطلب ، يرجع نسب الشهيد الأول محمد بن مكي قده من ناحية آبائه للمطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر (قريش) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية نبي الله إسماعيل عليه السلام .

      وأما ما ذهب إليه البعض من نسبة الشهيد للحارث الهمداني وسعد بن عبادة كأشخاص من طرف الآباء وأمه وأبيه فهو يفتقر للحجة والدليل وقد أشار حفيد الشهيد الشيخ محمد مكي شرف الدين أن إرتباط الشهيد بالحارثيين والهمدانيين والخزرجيين إنما هو ارتباط قبيلة وهذا نص ما أورده حفيد الشهيد :  « فإن له نسبةً إلى كل قبيلة من طرف الآباء وأمه وأبيه وبالعكس أيضاً » ، نعم هناك ارتباط بسعد بن معاذ كما أوردت بنت الشهيد السيدة فاطمة «أم الحسن » في هبتها ميراثها لإخوتها : «.. سُلالة السعيد الأكرم والفقيه الأعظم، عمدة الفخر وفريد عين الزمان ووحيده، محيي ‏مراسم الأئمة ‌الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين مولانا شمس المِلَّة والحقّ والدين ‏محمد بن احمد بن حامد بن مكي (قدس سره)، المنتسب لسعد بن معاذ سيد الأوس ‏‏(قدس الله ارواحهم) .. » موسوعة الشهيد الأول، ج0 ص108 .

        ومما أورده البعض في ذكر أحد أجداد الشهيد بأنه « طيّ » إنما هو تصحيف ل «طه» وقد أوضحها حفيد الشهيد الشيخ محمد مكي شرف الدين بإعادة كتابتها في نفس ورقة المخطوطة التي ذكر فيها نسبه لآبائه وحتى جده الشهيد وآبائه وأجداده لأنها لم تكن واضحةً في سياق النسب وقد محي نصفها ، فأعاد كتابتها بهذا الشكل « طاها » للجهة اليسرى من مثلث النسب .

وقد ذكر الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في آمل الآمل جد الشهيد الشيخ طه وترجمته فقال :

- الشيخ طه بن محمد بن فخر الدين جد الشيخ الشهيد محمد بن مكي عالم ثقة زاهد .

 أمل الآمل المؤلف : محمد بن الحسن الحر العاملي    الجزء : 1  صفحة : 105 .

(  267 : أسماء أهل بدر ) للشيخ طه العاملي الجزيني يوجد في المكتبة المرجانية ببغداد نسخة عتيقة منه . الذريعة - آقا بزرك الطهراني - ج 2 - الصفحة 65 .

وقد نعت آباء وأجداد الشهيد الأول قدست أسرارهم أيضاً  بالمشايخ : الشيخ جمال الدين مكي ، الشيخ شمس الدين محمد ، الشيخ طه بن محمد بن فخر الدين ..  « الشيخ أبو عبد الله شمس الدين محمد ابن الشيخ جمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن حامد بن أحمد المطلبي العاملي النباطي الجزيني المعروف بالشهيد الأول وبالشهيد على الاطلاق» . أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين ج10 - ص59

          وأيضاً ما جاء في الورقة الأولى من مخطوطة لكتاب الفوائد الملية تأليف الشهيد الثاني قده، وهي من مخطوطات المدرسة الباقرية في مشهد المقدّسة رقم 213، فقد جاء فيها: « وجدت بخطّ « الشيخ » رضي الدين أبي طالب محمّد، ولد « شيخنا » السعيد محمّد ابن مكّي (قدّس الله سرّه) على ظهر كتاب الذكرى بخطّ مصنّفه السعيد (رحمه الله)  ما ملخّصه: «ولد المصنّف في شهور سنة أربع و ثلاثين و سبعمائة، و قتل مظلوماً شهيداً برحبة القلعة في سوق الجمال بدمشق يوم الخميس تاسع شهر جمادى وثمانين و سبعمائة، بعد أنّ سجن عاماً إلّا أيّاماً يسيرة بالقلعة ، و نقل ثلاثة أبرج [كذا]، قدّس الله روحه » . 

مجلّة «تراثنا» العدد 23، ص 106، «فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية».

          وقال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: « شيخنا » الإمام الأعظم محيي ما درس من سنن المرسلين ومحقق حقايق الأولين والآخرين الإمام السعيد أبي عبد الله الشهيد .

(2) أعيان الشيعة 47: 36.

------------------------------------------

(1) كتب أحد أحفاد الشهيد الشيخ شرف الدين محمّد مكّي من علماء القرن الحادي عشر- اسمه و نسبه هكذا : في ملك أفقر الطلبة الى ربه المجيد محمّد مكّي بن محمّد بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين بن علي بن خير الدين بن أحمد بن علي بن محمد بن شمس الدين بن محمّد بن أحمد بن علي بن ضياء الدين بن الشريف أبي  عبدالله الشهيد بن مكّي بن أحمد بن محمد بن حامد بن طه بن علي المطلبي الحارثي الهَمْدَاني الخزرجي الشامي العاملي الحانيني الجزّيني ، وعلى جانب النسب كتب محمد مكي شرف الدين عن أنساب الشهيد الأول : « فإن له نسبةً إلى كل قبيلة من طرف الآباء وأمه وأبيه وبالعكس أيضاً « .

(2)بنو الحارث بن كعب أحد قبائل العرب اليمنية الأصل تفرعت عن مذحج، ذكر ابو العباس القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب نسبهم كالتالي: « بطن من مذحج من القحطانية وهم بنو الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد ومالك هو مذحج « .

(3) يجمع النسابون والمؤرخون أن قبيلة همدان من كهلان، من سبأ .

(4) .. أما بعد، فقد وَهَبَتْ السِّت فاطمة أم الحسن أخويها: أبا طالب محمداً، وأبا القاسم علياً، ‏سُلالة السعيد الأكرم والفقيه الأعظم، عمدة الفخر وفريد عين الزمان ووحيده، محيي ‏مراسم الأئمة ‌الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين مولانا شمس المِلَّة والحقّ والدين ‏محمد بن احمد بن حامد بن مكي (قدس سره)، المنتسب لسعد بن معاذ سيد الأوس ‏‏(قدس الله ارواحهم) جميع ما يخصها من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة شرعية ‏ابتغاءًا لوجه الله تعالى ورجاءً لثوابه الجزيل .. » موسوعة الشهيد الأول، ج0 ص108.‏

(5) جزّين بوزن سكّين ، أورد العلامة الأميني في ( شهداء الفضيلة ) ص80: «جزّين. كانت شيعية لا يوجد فيها بيت لغير الشيعة، و منذ سبعين سنة عادت نصرانية، لا يوجد فيها اليوم بيت إسلامي أزيد من واحد أو اثنين».

-----------------------------------

- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده) 

تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .

شبكة آل شمس الدين الثقافية

2024م - 1445 هـ







شبكة آل شمس الدين الثقافية

شبكة آل شمس الدين الثقافية

الأكثر زيارة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.