أخبار الإنترنت
recent

آية الله المقدس الشيخ حسن بن سليم شمس الدين رضوان الله عليه

     هو الشيخ حسن بن الشيخ سليم بن محمد بن محسن بن حيدر بن علي بن حسن بن مكي بن محمد بن شمس الدين بن مكي بن أبي العلاء ضياء الدين علي بن محمد بن مكي الشهير بالشهيد الأول .

   آل شمس الدين من أقدم بيوت العلم وأجلها في جبل عامل تخرج منهم جم غفير من الجهابذة والأعلام قديماً وحديثاً ذكرناهم في محالهم ، ولد المترجم له في زوطر الغربية من قضاء النبطية في ( 1306 ) وأخذ المقدمات في مدرسة حناوية من العلامة الشيخ إبراهيم آل عز الدين السابق ذكره في ص 12 تم هاجر الى النجف في (1323هـ) فحضر على الحجج الميرزا محمد حسين النائني والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد أبي الحسن الأصفهاني وعاد إلى بلاده في ( 1347هـ ) وهو يحمل شهادات بعض العلماء في حقه فقام فيها بوظائف الشرع وهو اليوم من علماءها الصلحاء المنزوين ذكره لنا ابن أخيه الشيخ محمد رضا بن زين العابدين .

- طبقات أعلام الشيعة - ج13 ، نقباء البشر في القرن الرابع عشر- العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني-414

-----------------------------------------------------------------------------

      للمترجم (الشهيد الأول قده ) اليوم أحفاد كثيرون منهم علماء وأدباء وشعراء يسكنون حلب وجبال عامل (سوریا) معروفون ببيت شمس الدين وغيرها منهم  العلامة الشيخ حسن بن سليم بن محمد بن محسن بن ابراهيم بن حامد آل شمس الدين نزيل ( حنويه ) من أعمال صور، أقام في النجف 17 سنة وتخرج على علمائها وممن قرأ عليه الحاج ميرزا حسين النائيني ..

- شهداء الفضيلة - الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي / ص103

-----------------------------------------------------------------------------

      هو الشيخ حسن بن سليم بن محمد بن ابراهيم بن حامد بن علي بن محسن بن حيدر بن علي بن حسن بن مكي بن محمد بن شمس الدين ين مكي بن ضياء الدين أبي المعالي علي بن شمس الدين محمد بن مكي العاملي المطلبي الهاشمي الجزّيني المعروف بالشهيد الاول المقتول ظلماً عام 786 هـ .

      تربى في بيت عريق بالمجد و الشرف بقرية زوطر الغربية من أعمال النبطية , وفيها نشأ و ترعرع و أخذ المبادئ الأولية  من الكتابة و القراءة  على والده الشيخ سليم شمس الدين ,الذي انتقل به إلى بلدة حناويه قضاء صور , وكان ذلك في عام 1321 هـ ، فتتلمذ بادئ ذي بدء على المرحوم  الشيخ إبراهيم عز الدين  صاحب المدرسة الدينية آنذاك , فقرأ بعض المقدمات كالنحو والصرف و المنطق والبلاغة .

      وكان المرحوم والده صاحب مدرسة يعلم فيها القرآن والخط, وعندما زار حناويه  أحب أهلها فتزوج من كريمة أحد المؤمنين من آل تاج الدين رزق منها اولاداً  أشهرهم الشيخ حسن و الشيخ زين العابدين فجعل والدهما من حناويه محل إقامته و بذلك سنحت الفرصة لولده الشيخ حسن أن يلتحق بمدرسة حناويه الدينية كما ذكرنا .

      وكان نعم الطالب المكب على الدرس وكثيراً ما شجعه أستاذه و حثّه على المتابعة في التحصيل مبشراً إياه في مستقبل زاهر لأنه كان المجلّى بين أقرانه ثم طُلب إلى عكا للإمتحان فاجتازه بسهولة لثقته بنفسه على البحث و المواظبة ولذا فقد أعفته الدولة التركية من الخدمة العسكرية , وأخيراً رأى ان الهدف المنشود لا يبلغه الاّ بالهجرة الى النجف الاشرف كعبة العلم والدين فهاجر اليها سنة 1330 هـ دون أن يعلم به أحد حتى أبويه, وساعده على الهجرة طموحه الواسع و رغبته المُلّحة الى طلب العلم , واصطدم بعقبات منذ السنة الأولى  من دخوله العراق, و كان لصبره الفضل الأكبر في البقاء هناك .

- هجرته الى العراق و دراسته :

      وفي العراق التحق بالجامعة النجفية و تتلمذ على نخبة من العلماء الأعلام  نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ,الميرزا حسين النائيني  والسيد أبو الحسن الاصفهاني و الشيخ ضياء الدين والميرزا الشيخ كاظم الشيرازي .

      وما إن قضى حوالي عشر سنوات حتى كان من المبرزين بين العلماء الأفاضل , لما يمتاز به من حدة الذكاء و سرعة الحافظة , وظل مثابراً على التحصيل الى أن نال درجة الاجتهاد .

- العودة الى الوطن :

   ونظراً لرسائل النخبة من وطنه والحاجة الماسة اليه جعلته يلبي النداء بالرجوع الى وطنه سنة 1347 هـ بعد أن مضى عليه في النجف الاشرف زهاء سبعة عشر عاماً غرف خلالها من مناهل العلم ما يؤهله أن يكون في الرعيل الاول , وقد منحه أساتذته الشهادات العلمية العالية التي لم ينل مثلها إلا القليل من العلماء .

      ويحسن بنا ان نذكر أنه صار للشيخ الجليل عند رجوعه إلى وطنه استقبال كبير .

      كانت حناويه و جوارها تنتظر وصول الشيخ العائد من هجرته العلمية  على مشارف البلدة , مزينة بالأعلام مرتلة أهازيج الفرح لإستقبال عالم كبير جاء يعيش بين ظهرانيها , يبين لهم أمور دينهم ودنياهم ويفض نزاعاتهم بالحكمة والرضا فالمنطقة كانت متعطشة آنذاك لأمثاله بعد فقد عدد كبير من علمائها المجتهدين.

     ومما يحسن ذكره أن الشيخ حسن درّس في النجف الاشرف وتخرّج على يده جيل من العلماء الأفاضل إقتفوا أثره وسلكوا مسلكه حتى أصبحوا في طليعة العلماء البارزين ,أضف إلى ذلك أنه كان يتحلى بالصفات الحميدة وهو مثال في العفة والكرم ، حريص أشدّ الحرص على توجيه المجتمع التوجيه الصحيح, وكان وصولاً للرحم ولأصدقائه على الرغم من كبر سنه .

      ولم تقتصر جهود الشيخ الجليل على الإرشاد والتبليغ وإصلاح ذات البين , بل تعدّاها إلى تأّسيس جمعيّة خيريّة تعنى بشؤون المساجد في المنطقة لما لهذه المساجد من حاجة إلى ترميم أو تأهيل , ولكن نشاط هذه الجمعية توقف بعد انتقاله إلى عالم البقاء.

- سيرته الطيبة :

      عاش الشيخ حسن شمس الدين حياة زاهرة بالمبرات زاخرة بالتقى والعبادة ,عزوفاً عن مفاتن الحياة قضى كل عمره في خدمة الناس يحل مشاكلهم الصغيرة منها والكبيرة , كما تعترف بذلك منطقة جبل عامل ولم تتح له الفرص ليؤلف ويصنف لأن مشاكل أبناء وطنه كانت وقفاً عليه, فيحلها بما عرف به من حلم واسع وإرادة قوية , وكانت بلدة حناويه تؤمها الناس منذ أربعين سنة للإستنارة برأيه وإصلاح ذات البين حتى سميت حناويه بأُم القرى , وله مواقف مشرفة يشهد لها القريب والبعيد , لاتأخذه في اظهار الحق لومة لائم , وكان محباً للفقراء وملاذاً للضعفاء يستجيب لهم و يتحسس آلامهم , وكان بيته ملتقى العلماء الأفاضل من عراقيين وإيرانيين ولبنانيين , وكان بينهم حكماً فيما يختلفون فيه من المسائل الفقهيّة لما يعرفون عنه من الفضيلة وسعة الاطلاع ودقة النظر وقوة الحجة والبرهان .

- وفاته:

     وهكذا أمضى رضوان الله عليه في بلده ومنطقته يمارس رسالته الروحيّة على أكمل وجه إلى أن وافته المنية صباح الثلاثاء 9 ذي الحجة 1391 هـ الموافق 25  كانون الثاني 1972 م  بعد عمر مبارك ناهز الثانية والثمانين إنتقل جثمانه الى النجف الأشرف مع وفد علمي حيث دُفن بجوار مرقد الامام علي عليه السلام عصر الخميس 11 ذي الحجة 1391 هـ الموافق 28  كانون الثاني 1972 م وصلّى عليه الإمام الشاهرودي بالصحن الشريف مع عدد كبير من العلماء العراقيين والعامليين .

     اُقيم للشيخ الجليل مجالس عزاء في النجف الاشرف عن روحه الطاهرة  مُدّة اسبوع كامل حضرتها جموع غفيرة و في مقدمهم العلماء تليت فيها سيرة سيد الشهداء عليه السلام , وقد أقام كل من الإمام السيد الخوئي والإمام الشاهرودي فاتحةً عن روحه الطاهرة إتسّمت بالحزن والأسى لفقد عالمٍ من رفاقهم المجاهدين .

      كما أقيم له في الذكرى السابعة وذكرى الأربعين حفل تأبيني في حناويه حضره عدد كبير من العلماء     والزعماء والشعراء  كما حضرته وفود شعبيّة كثيرة من المنطقة و خارجها ، وانهالت على إثر ذلك الرسائل والبرقيات معزّية أخاه المقدس الشيخ زين العابدين وأبناءه وآل شمس الدين الكرام بوفاة عالم كبير تركت وفاته حُزناً كبيراً في قلوب عارفيه ومحبيه .

     وبوفاة هذا العالم الربّاني ,إنطوى علم من أعلام الطائفة الشيعية في جبل عامل .

-----------------------------------

- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده) 

تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .

شبكة آل شمس الدين الثقافية

2024م - 1445 هـ

















شبكة آل شمس الدين الثقافية

شبكة آل شمس الدين الثقافية

الأكثر زيارة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.