« الشيخ أحمد بن محمد بن مكي الشهيدي العاملي الجزيني : من أولاد أولاد الشهيد محمد بن مكي العاملي وأبوه منسوب إلى جده، كان عالما، فاضلا، أديبا، شاعرا منشئا ، سكن الهند مدة ، وجاور بمكة سنين ، وهو من المعاصرين ». الشيخ الحر - أمل الآمل (27) .
والظاهر أنّ محمد بن مكّي هذا هو محمد بن مكّي بن شمس الدين ( أبو الحسن ) بن محمد العاملي الشهيدي الذي يأتي ذكرُه .
وُلد ونشأ في جزين ، ثم سافر إلى الهند واتصل فيها مع السلطان عبد الله قطب شاه المتوفّى سنة 1083 وكانت له عنده منزلة عظيمة وترجم كتاب كشكول البهائي بعد وفاة مؤلفه ، وطُبعت هذه الترجمة في ضمن مطارح الأنظار سنة 1285 ثم سافر إلى مكة مع لُمّةٍ من أهل الهند ، وجاورها مدة تزيد على ثلاث سنين ، وبعدها لمّا أراد الرحيل إلى بلدته جزين تعلّّق به بعض رفقائه من أهل الهند وأرادوا أن يردّوه إلى الهند فلم يرضَ . فألحّوا عليه بالسفر فلم يقبل ، فلمّا لم يجد منهم تخلّصاً قال أرجع معكم على طريق البحر إلى اليمن ، ثم أسيرُ إلى زيارة
الأئمة في العراق ، فخرج من مكة قاصداً العراق على طريق البحر ثم إلى بلدته جزين ، فلما وصل إلى "المخا " توفي بها قدس سره ، قبل أن يصل إلى العراق وبلاده جبل عامل ، فمات غريباً كما مات إمامه الحسين غريباً ودُفن فيها ، وبقيت أمواله وكُتُبه التي كان يحملها معه التي منها )مدينة العلم( أمانةً عند إمام الزيدية ) ( . وكانت وفاته بمقتضى استظهارنا من مترجميه في الأمل وهوامشه وأعيان الشيعة وغيرها حوالي السنة 1085 هجرية .
ووُجد بخطه الجزء الثاني من كتاب الانسان تأليف أحمد بن عمّار المهدوي التميمي المتوفى سنة 430 هـ ، وتاريح كتابته سنة 1053 وهي من أوقاف فاضل خان كما في فهرست مكتبة المدرسة الظاهرية .
وكان المُترجَم عالماً فاضلاً أديباً شاعراً ناثراً ، ولكن إلى الآن لم نطّلع على شئٍ من شعره أو نثره .
أزهار الياسمين في مشاهير آل شمس الدين - ص 16 - 17
-----------------------------------
- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)
تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .
شبكة آل شمس الدين الثقافية
2024م - 1445 هـ