أخبار الإنترنت
recent

مقتل الشهيد الأول (قده) كما ذكر في مخطوطة نسيم السحر / معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)

      الصفحة الثامنة من مخطوطة مختصر نسيم السحر للشيخ محمد بن علي الوحيد البتديني التي إختصرها عن الأصل الشيخ شرف الدين محمد مكّي بن محمد العاملي (من أحفاد الشريف الشهيد الأول) كان حيّاً سنة (1173 للهجرة) وقد ذكر فيها مقتل  الشهيد الأول قدس سره .

           فإذا خرج من المسجد يرميه بالزور والبهتان ففعل ذلك فلمًا خرج الشيخ الشريف شمس الدين محمد بن مكّي أحضروا له الحذاء  فسقطت منه الأوراق وهي عشرون ورقة في كلّ حذاء عشرة فلمًا سقطت منه الأوراق المعهودة قرأوا ما فيها من الأسماء العشرة المبشرة فغضبوا لذلك ونادوا بأعلى الأصوات ألا ترون إلى الشيخ شمس الدين بن مكّي الذي يعظمه برقوق وغيرهء وهذا فعله ألا ترون علامة رفضه [!؟] فبادرت النامس واجتمع خلق كثير وينظرونه وهم ينظرون سوء فعلهم ويسمعون أكاذيبهم  والمنادي ينادي بينهم في أسواق الشام: «من كان مسلماً فليساعد على إحراق شمس الدين بن مكّي» والصديق صار خائفاً وهو ساكت ولمّا اجتمع رأيهم على قتله  من غير مراجعة أرباب الدول كبيدمر وغيره فقال أهل الشام: نحن نجتمع على قتله قبل أن يعلم بيدمر فيأمر بإطلاقه كما سبق وأما إذا فعلنا به المراد فلا يخالف ما اجتمعنا عليه .

         بعد ذلك اختلفوا في صفة قتله فمنهم من قال نُمَثّلُ به ومنهم من قال نحرقه ومنهم من قال نضربه ضربة واحدة بالسيف فقال قائل نُحضر جملين ثم نربط يديه في أيديهما ورجليه في رجليهما ثم نصيح بهما فيقوما بسرعة فيّقطع قطعاً فلمَا أوثقوه وربطوا يديه ورجليه كما اختاروا ثم صاحوا بهما صيحةً عظيمة فلم يقوما ولم يزولا عن مكانهما فتعجب الحاضرون وتركوا قتله بهذه الصفة. 

         ونادوا ثانياً «من كان مسلماً فليساعد على إحراق ابن مكّي» فحينئذٍ قد اجتمع حطب كثير بالرحبة عند القلعة وجاؤوا بخشبةٍ غليظة طولها اثني عشر شبراً [كلمات مشطوبة] فأدخلوه فيها وألقوه في وسط الحطب ثم أضرموا النار في الحطب فاشتعلت واضطرمت النار وهاجت والتهبت حتّى لهيبها علا على حائط القلعة والناس ينظرون وينادون: «اللهمّ أحرق الخشبة .. اللهم أحرق الخشبة» ، فإذا خمدت النار سريعاً بقدرة الله مع كثرة الحطب» ولم تحترق الخشبة ولا أضرّت بها النار وذلك من فضل الله العزيز الجبار [تحتها]: « الكريم الرحيم الغفار».

       وخرج من الخشبة يخاطب الجماعة التي لا تحصى بالتوبيخ على سوء فعلهم من غير جرم يستوجب ذلك والناس قد تعجبت لذلك وقالوا : « إنّ هذا وليّ ذو جلال فلا تضرّه النار ولا تقوم به الجمال؟ » فيحنئذٍ طلب دواةً وقرطاساً فجاؤوا بهما إليه فكتب على الورقة :

ألك رضـــــا بأن عظـــمي تخـــلّه

أم لك رضا بأن الأرض دمي تقلّه

         ثم رمى بها في الهواء إلى جهة القبلة فرجعت إليه والناس قد رأت رجوعها إليه وما كتب فيها فإذا في قفاها بخطٍ جَليّ :

«فَلــــــيَ الأمر كلّه»

فسكت حينئذٍ وقال : «إنا للهِ و إنا إِلِيْهِ راجعون » «و سيعلمُ الذين ظلمُوا  أي مُنقلَبٍ ينقَلبُون » .

وفي رواية عمن كان حاضراً  أنه قد كتب في الورقة هكذا : 

"ربي ربي إني مغلوب فانتصر" 

ثم رمى بها في الهواء نحو القبلة فرجعت إليه :

 " يا بن مكي إن كنت عبدي فاصطبر". 

----------------------------------------------------------------

- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)

تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .

شبكة آل شمس الدين الثقافية

2024م - 1445 هـ



شبكة آل شمس الدين الثقافية

شبكة آل شمس الدين الثقافية

الأكثر زيارة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.