هو الشيخ محمد بن ابراهيم بن حامد بن علي بن محسن بن حيدر بن علي بن حسن بن مكي بن محمد بن شمس الدين ين مكي بن ضياء الدين أبي المعالي علي بن شمس الدين محمد بن مكـــــــي العاملي المطلبي الهاشمي الجزّيني المعروف بالشهيد الاول المقتول ظلماً عام 786 هـ في دمشق .
الشيخ محمد شمس الدين الجزيني الذي انتقل من جزين إلى زوطر وكان آخر من غادر جزين من ذرية الشهيد الأول قده نتيجة الإضطرابات وخصوصاً الفتنة الطائفية الكبرى لعام 1860م (1) وما نجم عنها من مذابح في جبل لبنان ودمشق وسهل البقاع وجبل عامل بين المسلمين والمسيحيين عمومًا، والدروز والموارنة خصوصًا وأشارت الإحصاءات إلى أن عدد الضحايا في جزين وحدها بلغ 1500 قتيل (2) .
وفي كتاب بلدان جبل عامل للشيخ ابراهيم سليمان ص: 148-149 ينقل عن مخطوط عمه المرحوم الشيخ حسين سليمان ( أزهار الخمائل ) يصف أوضاع جزين في القرن الرابع عشر الهجري : « .. ولكن منذ تسعين عاماً استولى عليها المسيحيون وأجلوا عنها الشيعة جميعاً بابتياع أملاكهم أو اختلاسها أو ما يعلم الله .. » ويتابع « .. وفي سنة 1302هـ وصل استبداد النصارى أن اقتسموا جبانة المقابر في جزين التي تبلغ مساحتها مقدار خمسين دونماً، ونبشوا القبور وجعلوها بساتين وكروماً، وأخرجوا عظام الأموات ووضعوها على الحيطان وذلك على مرأى ومشاهدة من الناس، وهذه أعظم فظيعة ارتكبها المسيحيون مع المسلمين .. » .
كانت مدينة جزّين مدينة إسلاميّة تقطنها غالبيّة شيعيّة، وقد تحوّلت أوائل القرن العشرين أو قبله بقليل إلى مدينة مسيحيّة غالبيّة أهلها من الموارنة، وبدأت هجرة ذرية الشهيد الأول قدس سره منها قبل عهد الجزار وكانت للشهيد الأوّل قدس الله نفسه الزكية آثار باقية بها، منها مسجده الذي يُنسب إليه، وداره ومدرسته العلميّة العتيدة .
وفي الخطط للسيد محسن الأمين ص 263 عن جزين : « كانت منبع علماء جبل عامل الشيعة إلى أوائل القرن الثالث عشر، وكان أهلها جميعهم شيعة، ثم هاجر منها أهلها وتفرقوا في البلدان بسبب ما توالى عليهم من الفتن والمحن وظلم حكام جبل لبنان وأهله وذلك قبل قرنٍ واحدٍ تقريباً ..» .
وعن الشيخ زين العابدين عن والده الحاج سليم قال « أن والده الشيخ محمد كان في جزين بلد شمس الدين وآل شمس الدين ثم انتقل إلى زوطر وأنه كان يمضي هو وأبوه الشيخ محمد إلى جزين يقبض بعض الوقفيّات التي كان الشهيد الأول أوقفها على ذريته » وقد ظلّت إلى زمن الحاج سليم وأخوه الشيخ علي الزوطري الجزيني .
- أولاد الشيخ محمد : الشيخ علي والشيخ سليم .
- ذرية الشيخ محمد بن ابراهيم شمس الدين الزوطري الجزيني اليوم في زوطر وحناويه والبازورية .
توفي الشيخ محمد ودفن في زوطر وعن والدي الشيخ محمد جواد أن ضريحي المرحومين الشيخ محمد وولده الشيخ علي خلف العليّة الواقعة قرب جبانة زوطر الغربية ولا أثر لضريحيهما اليــوم .
-------------------------
(1)- المؤرخ البريطاني جيمس لويس فارلي، أنّ بين 7,000 و 8,000 قتلوا ورُمِّلت 5,000 امرأة ويُتِّم 16,000 طفلاً، وأنّ الأضرار بلغت نحو 326 قرية و 560 كنيسة و 28 مدرسة، و 42 ديراً و 9 مؤسسات دينية، وقد حُدّدت الخسائر الماديّة بنحو4 ملايين جنيه استرليني ذهباً، إلى جانب اعتناق قرى بكاملها الإسلام في الجليل الأعلى وصيدا وصور، هربًا من الإبادة.
(2) - « تاريخ الكنيسة في الشرق، ص322 » .
-----------------------------------
- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)
تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .
شبكة آل شمس الدين الثقافية
2024م - 1445 هـ
