مخطوطة وصية الشهيد الأول محمد بن مكي (رض)
وجدت بخط ولده رحمهما الله تعالى على بعض الأوراق من كتب الشهيد (قده)
---------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وصية العبد الضعيف كاتب هذه الأحرف محمد بن مكي - تاب الله عليه توبة نصوحاَ وكان من هفواته وزلاته صفوحاَ
إلى إخوانه في الله وأحبائه لله ، ويبدأ بهم وهي مشتملة على أمور :
أولها : تقوى الله تعالى فيما يأتون ويذرون ، ومراقبته ومخافته ، والحياء منه في الخلوات .
وثانيها : ذكره بالقلب على كل حال ، وباللسان في معظم الأحوال .
وثالثها : التوكل عليه وتفويض الأمور اليه ، والإلتجاء عند كل مهم إليه .
ورابعها : التمسك بشرائع الدين ، فلا يخرج عنها شعرة لئلآ تحصل الضلالة .
وخامسها : المباشرة على الفرائض من الأفعال والتروك ، بحسب ما جاءت به الشريعة .
وسادسها : الإستكثار من النوافل بحسب الجهد والطاقة والفراغ والصحة ، وخصوصاً الصلوات المندوبة فإنها خير موضوع وما
يقرب العبد إلى الله تعالى بعد المعرفة بأفضل منها وخصوصاً الليلية منها .
وسابعها : كف اللسان عن الهذر والغيبة والنميمة واللغو ، وكف السمع عن اللغو وعن سماع كل ما لا فائدة فيه دينية ودنيوية ، وكفّ الأعضاء عن جميع ما يكرهه الله تعالى .
وثامنها : الزّهد بالدنيا بالمرّة ، والإقتصار في البلغة منها والقوت من حلّه ، ومهما أمكن الإستغناء عن الناس فاليفعل ، فإن الحاجة إليهم الذلّ الحاضر .
وتاسعها : دوام ذكر الموت والإستعداد لنزوله ، وليكن في كل يومٍ عشرين مرّة حتى يصير نصب العين .
وعاشرها : محاسبة النفس عند الصباح والمساء على ما سلف منها ، فإن كان خيراً إستكثر منه ، وإن كان شراً رجع .
وحادي عشرها : دوام الإستغفار بالقلب واللسان وصورته " اللهم إغفر لي ، فاني أستغفرك وأتوب " .
ومن وصية لقمان لإبنه أن يكثر من " اللهم اغفر لي " فإن لله أوقاتاً لا يردّ فيها سائلاً .
وثاني عشرها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما استطاع على ما هو مرتّب شرعاً .
وثالث عشرها : مساعدة الإخوان والتعرض لحوائجهم بحسب الحاجة والمسكنة ، وخصوصاً الذريّة العلوية والسلالة الفاطمية .
ورابع عشرها : التعظيم لأمر الله تعالى ، والتعظيم لعلماء الدين وأهل التقوى من المؤمنين .
وخامس عشرها : الرضى بالواقع ، وأن لا يتمنى ما لا يدرى أهو خير أو لا ، ودوام الشكر على كل حال .
وسادس عشرها : الصبر في المواطن فإنه رأس الايمان .
وسابع عشرها : دوام الدعاء بتعجيل الفرجُ فإنه من مهمات الدين .
وثامن عشرها : دوام دراسة العلم مطالعةً وقراءةً وتدريساً وتعليماً وتعلماً ، ولا تأخذه فيه لومة لائم .
وتاسع عشرها : الإخلاص في الأعمال فإنه لا يقبل الأركان إلا خالصاً صافياً ، والرياء في العبادة شرك نعوذ بالله منه .
وعشرونها : صلة الأرحام ولو بالسلام إن لم يمكن غيره .
وحادي عشرونها : زيارة الإخوان في الله تعالى ومذاكرتهم في أمور الآخرة .
وثاني عشرونها : أن لا يكثروا في الرخص والأخذ بها والتوسعة ، ولا يكثروا التشديد على أنفسهم في التكليف بل يكون بين ذلك قواماً .
وثالث عشرونها : ان لا يدع وقتآ يمضي بغير فائده دينيه او دنيويه .
ورابع عشرونها : معاشرة الناس بما يعرفون والإعراض عمّا ينكرون ، وحُسن الخُلق وكظم الغيظ والتواضع بهم ، وسؤال الله تعالى أن يصلحهم ويصلح لهم .
وملاك هذه الأمور كلها تقوى الله ودوام مراقبته .
والسلام عليهم جميعاً والحمد لله وحده ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين .
-----------------------------------
- من كتاب معالم وآثار الشهيد الأول محمد بن مكي (قده)
تأليف وتحقيق : هادي الشيخ محمد جواد شمس الدين .
شبكة آل شمس الدين الثقافية
2024م - 1445 هـ